الأحد، 11 مايو 2008

طلاب بالا حقائب

تعليم المستقبل: طلاب بلا حقائب


ينشر المعلم إعلاناً عن موقعه بالشبكة العنكبوتية http://www.------.edu على شبكة الإنترنت الدولية مبيناً رغبته في إلقاء درس الجيولوجيا، ويطلب من تلاميذه موافاته في المكان والزمان المحددين على الشبكة، وكتابة أسمائهم وعنوان البريد الإلكتروني لهم في الموقع.يبدأ المعلم الدرس عن حركية الصفائح بعد أن أعد المراجع المطلوبة من موسوعات الوسائط المتعددة، وتبدأ عملية إثارة الدافعية في العملية التعليمية بعرض صور متحركة ممزوجة بالأصوات الطبيعية للبراكين الحية في سلسلة الجبال البازلتية في وسط المحيط الأطلسي، ثم نقلة أخرى إلى جبال الانديز في أمريكا الجنوبية، ونقلة أخرى إلى قاع المحيط الهادي ليشرح عن تيارات الحمل الدورانية التي تحرك جذور القارات، ثم يطلب المعلم من أحد علماء الجيولوجيا شرح النظرية لتلاميذه وتبدأ عملية المحاورة بكتابة الأسئلة على الشاشة، وتتم الإجابة عليها فوراً من العالم الجيولوجي أو من المعلم وهو جالسون في مكاتبهم أمام الكومبيوتر في دول مختلفة تفصلهم آلاف الأميال ويرى بعضهم بعضا.إن ما كتب بعاليه ليس خيالاً علمياً بل هو حقائق مثبتة في دول العالم المتقدم على شبكة الإنترنت، وهم يدخلون القرن الحادي والعشرين بكل قوة وتنافس في إطار ما يعرف بمفهوم "العولمة".مدرسة المستقبل:سيتقدم الطالب إلى المدرسة الابتدائية التي يرغب التسجيل بها، ولا يحمل أي ملف أو إثباتات بل سيجري له فحص طبي في العيادة لقياس نسبة ذكائه، واختبار عن المبادئ الأساسية للكمبيوتر التي تعلمها من والديه، ثم يطلب مسجل المدرسة رقم السجل المدني، ويتم تسجيل الطالب آلياً ويطلب منه الحضور في بداية العام الدراسي.ستسلم له المدرسة حقيبة بها كومبيوتر نقال، ويطلب منه تسليمها نهاية العام الدراسي وذلك لاستلام الجيل الأحدث منه تطوراً العام التالي، سيستلم الطالب أيضاً المناهج الدراسية وهي عبارة عن أقراص مضغوطة، وهي مدعومة بنظام صوتي وبصور ثلاثية الأبعاد، وسيدخل الفصل الدراسي ويجد على مكتبه ثلاثة مفاتيح كهر بائية، واحد للتيار الكهربي للكومبيوتر، والثاني خط الاتصال مع كومبيوتر المعلم، والخط الثالث للاتصال الصوتي مع زملائه، وسيبدأ المعلم الدرس بالكومبيوتر المركزي في الفصل، وسيتم التحاور باستخدام تقنية الاتصال بالألياف الزجاجية عند قيامه بحل الواجبات المنزلية، وسيتصل بزميله عبر الكومبيوتر باستخدام بطاقة (PCMCIA modem) وسيشاهدان بعضها على أيقونة صغيرة في الجهاز باستخدام أدوات نظام فيديو المؤتمرات المتصل بالهاتف الجوال، حيث يمكنهما تبادل المعلومات واستقبالها من أي مصدر وفي أي مكان.سيقيّم الطالب في الاختبارات المدرسية في مراحل لاحقة عن طريق مشروع علمي يقوم به، ويصور بتكنولوجيا الكاميرات الرقمية عالية النقاء وتثبت في الكومبيوتر.نجاحات النظام التعليمي في اليابان:و شرح معرض سولن الدولي الذي أقيم مؤخرا في طوكيو كثيراً عن تطبيقات تكنولوجيا التعليم في المستقبل حيث تخطو اليابان في ذلك خطوات واسعة، وتدير وزارة التربية ذات الصلاحيات الكبيرة على كل البناء التعليمي الياباني الذي يشمل 3.1 مليون معلم يدرسون نحو 27 مليون طالب في نحو66.000 مدرسة، والأمية لا تتجاوز نسبة (0.7%)، كما يحصل الطفل الياباني على نتائج عالية في الاختبارات الدولية التي تقيس القدرات في الرياضيات والعلوم أكثر من الطفل الأمريكي والبريطاني والفرنسي وغيرهم من الجنسيات الأخرى. أما طالب المرحلة الثانوية البالغ من العمر 14 عاماً فيكون قد تعرض لتعليم لم يتعرض له طالب أمريكي إلا إذا بلغ من العمر 17 أو 18 عاماً، كما تتقدم اليابان على الصعيد العالمي في نسبة العلماء والمهندسين (60.000 لكل مليون نسمة)، وينخرط نحو (800.000) ياباني في مراكز الأبحاث والتطوير، وهذا العدد تجاوز ما لدى بريطانيا وألمانيا وفرنسا مجتمعة معاً.ويعتبر المعلمون في اليابان كنزاً قيماً، فالشعور بالانتماء إليهم قوي، وفي كل عام يتقدم المزيد من طالبي وظائف التدريس الأكثر أهلية لوظائف شاغرة.المنهج الدراسي المتقدمإن التربية هي عملية تنمية متكاملة لكل طفل إلى أقصى حد تسمح به إمكاناته في جميع جوانب النمو في توازن كامل وفي إطار متطلبات المجتمع وإمكاناته، وذلك لإعداد النشء لتحمل دور الكبار.ويمكن اختصار مزايا المنهج الدراسي في الدول المتقدمة في النقاط التالية:1. المواد الدراسية هي وسيلة لتحقيق النمو المتزن، وطرق التدريس متنوعة، وتحتاج إلى وسائل تعليمية، ولا بد للمدرس أن ينمو وظيفيا حتى يواكب التغيرات المستجدة.2. تغير دور المدرس من مجرد الناقل والمصدر الوحيد للمعلومات إلى وسيلة لتوضيح المعلومات ومرب ومعلم للقيم والعادات، وأصبح دوره هو اكتشاف المواهب وتنميتها وصقلها عن طريق الفهم والاستيعاب.3. الطالب هو محور العملية التربوية، وأصبح لا يحفظ دون أن يناقش، لأن التعلم لا يأتي إلا من الفرد نفسه.4. الكتاب المدرسي أحد وسائل فهم المادة، ويسترشد المعلم به ليفتح للطالب فرصة المعرفة المباشرة باستخدام منابع المعلومات الكومبيوترية المواكبة للانفجارات المعرفية، والتي ستضخ البيانات عبر شبكات الكهرباء بالإضافة إلى خطوط الهاتف المعمول بها حالياً.5. الأنشطة اللاصفية هي جزء مهم من المنهج، ومكمل لجهود المعلم لاكتساب الخبرة المباشرة.6. التقويم لم يعد مجرد قياس حفظ المعلومـات الجافـة بل أصبح يعتمد على الملاحظة والاستفتاء وتعددت أساليبه وقضت على ظاهرة الغش.تطلعات لدخول القرن القادم:هذه مقترحات وتطلعات أتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المسؤولين التربويين أوجزها في النقاط التالية:تربوياً..1. تفعيل دور "الإدارة العامة للمناهج بالتطوير التربوي" في وزارة المعارف، وأكبر تحد لها هو إعداد مناهج العلوم والرياضيات الحديثة والحاسب وتقويمها والاستفادة من التجربـة اليابانيـة خاصة وتجارب الدول المتقدمة عامة في بناء المناهج وتطويرها، إن معلومات منهج الحاسب تتجدد كل ثلاثة أشهر وليس كل عام، إن هـذه الإدارة هـي قلـب الــوزارة ولا بد أن تــؤدي دورها بكل حيوية مطلقة بعيداً عن الجمود الإداري.2. ضخ الدماء الجديدة من جيل المعلمين الأكفاء الشباب في عروق إدارات وزارة المعارف من مختلف مناطق المملكة التعليمية، وإتاحة الفرصة للكفاءات الوطنية بالابتعاث الداخلي والخارجي، على أن تكون أبحاث الماجستير والدكتوراه لعلاج مشكلة، أو تطوير شيء ما في نظامنا التعليمي، وتقويم هذا البحث من قبل المختصين التربويين ومن ثم الطلب من هذا المبتعث تطبيق أبحاثه ميدانياً في أطر صغيرة، وإن نجحت هذه الفكرة تعمم في أنحاء الإدارات التعليمية في المملكة ويكون هذا المبتعث مسئولا عنها.4. ترشيح أفضل وأكفأ المعلمين لتدريس المرحلة الابتدائية، ووضع الحوافز المالية والمعنوية لهم أكثر من غيرهم.وتقنياً3. أتمتة إدارات التعليم وربطها بالمدارس عن طريق شبكة الحاسب الآلي، وتوزيع التعاميم المدرسية عن طريق وسائط الاتصال، ودعم المدارس بمعامل الحاسب الآلي عن طريق الغرف التجارية ورجال الأعمال.4. تفعيل دور «مركز تقنيات التعليم» عن طريق وضع الكفاءات المؤهلة لإدارة أهم شريان يغذي الطلاب بالمعرفة.5. ضرورة إنشاء «التلفزيون التعليمي» عبر وزارة الإعلام أو عبر إحدى المحطات الفضائية، وذلك لنقل التعليم المبسط لطلاب القرى والهجر والمدن النائية، والطلب من أكفأ المعلمين إلقاء دروسهم التطبيقية والعملية معاً (هذا النموذج من التعليم مطبق في الهند عبر القمر الصناعي INDIASAT وحقق نتائج ملموسة في القضاء على الأمية)، كما ساهم إلى حد كبير في حل المشاكل التربوية في كوريا.6. يراعى عند تصميم المدارس الجديدة، أن يوضع في الفصل الدراسي تجهيزات مشتركة للدراسات النظرية والعملية، ويطلب من المقاول تجهيز معمل الحاسب الآلي، ورفع كفاءة الأجهزة وتطويرها ولمدة خمس سنوات كشرط من بنود العقد.7. إنشاء مدارس خاصة للمتفوقين الذين تزيد نسبتهم المئوية عن 90%، وكنت أتطلع لأن تكون مدارس مجمع الأمير سلطان التعليمي بجدة نواة أولى لمثل هذه المدارس والتي تعتبر مؤشراً بارزاً على ارتياد سلم الحضارة التعليمية على مستوى العالم، لقد أنشأنا مدارس خاصة للمتأخرين ذهنياً، وفي الطرف الآخر هضمنا حقاً مكتسباً من حقوق المتفوقين، إنه مآل صعب لهم طالما كنا قادرين على تحويل الحلم إلى حقيقة.8. إدخال معامل اللغة الإنجليزية وتجهيزها في كل المدارس الثانوية، والطلب من المشرفين التربويين ضرورة متابعة معلمي اللغة الإنجليزية القيام بتشغيلها واستخدامها، لأن اللغة الإنجليزية من المطالب الأساسية التي ينادي بها لتسهيل نقل التقنية.9. البحث عن المديرين القادرين على التجديد والابتكار ووضعهم في مراكز قيادية في المدارس المختلفة بالمملكة.10. إقامة دورات مستمرة عبر المؤسسات الوطنية المتخصصة في برامج الكومبيوتر للمعلمين المميزين في المدارس المختلفة.أين نحن منهم؟!إننا مقبلون على تحد كبير في المستقبل، فنوعية القيادة والإدارة لها دور كبير في التطوير نتيجة لتركيز الأهداف التعليمية على زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاية ونوعية التعليم، وتتطلب هذه المرحلة المقبلة توافر الإداريين والقادة التعليميين الذين يتميزون بالنشاط والإبداع والمرونة والمهارات الاستثنائية.لقد تحركت دول كثيرة في العالم تسابق الزمن لتكون لها حصة في كعكة التقدم التقني، ومنها دول النمور الآسيوية التي بدأت خططها الجذرية الأولى بتحديث مناهج التعليم لتخريج الكوادر المؤهلة لإدارة معركة التحدي الكبير.ألم يأن لنا أن نتحرك ونستقرئ موقعنا في خارطة التقدم التقني في المستقبل؟

في عيد الاستقلال





يا سيدي اسمح لي بأن أقل لك هذه الكلمات بعد الاستقلال امتناناَ لك وللأسرة الهاشمية.
إلى الذي منحني الأمان والراحة وأمدني بالقوة والعزيمة وأحاطني بالحب والرعاية والأمن إلى سيدي ومولاي أهديك شكري.
إلى البساطة والدفء والحنان............. إلى الذي انتمي ان أخطو خطاه إلى أروع مليك بالجود مليكي عبد الله الثاني.
إلى المشرق كالشمس.......... المضيء كالنجوم والمتفتح كالورد إلى الذي أعاهده على الوفاء والمحبة والولاء والانتماء إلى جلالة الملك أهديك في عيد الاستقلال أجمل باقات الشكر والامتنان لمحافظتك على استقلالنا وأمننا واطمئنانا.



منوعات

رصاصة مجهولٍ

سوف لا أُيقظ الفراشة التي نامت على الزهرةِ
نامت بعمقٍِ شديدٍِ بعد التعب تحلم بوطنٍ جميلٍ
صوتها يشبه تغريد العصافير
و لكن فجأة
سمعنا صوت رصاصة . قادمة ٍ من مجهولٍ
لا يقدر الجمال صّوبها نحو الفراشة
ثم أطلقها بلا رحمة لتقتل الحلم الجميل البريء
الذي حلمت به، حلمت بأن تبقى
بسلام على وطنها الزهرةِ
وأن تنعم بالسلام .
................................................................

يا سيدي


عندما أتأمل مقلتيك........... أشعر باني أعرفك منذ وقت.........
أتساءل عن الحزن الباد بهما كبرق مشبع بالمطر يؤذن بموسم غني .
عندما انظر لعينيك...... أبحر في أعماقك لأعرف ما تخفه عني فألمح الحب الطاهر المشع كشعاع لامع يخطف الأبصار، فأتمنى أن اعبر الدروب لأبقى اكتشفك.
لذلك لا تستغرب يا سيدي..... إذ طلبت منك أن تتجرع المزيد من القهوة لتسهر على أضواء القمر؛ لتخبرني عما يجول في عينيك.





المطر

رائحة المطر، رائحتك تنشقتها في كل مكان برغم ما فعلت و ما قد تفعله، لم احقد عليك و لن أمقتك.
فحين يهطل المطر على حين غرة أذكرك، حين تقرع حبيبات المطر نافذة انظر من خلالها لأراك وافقاً بثيابك الجميلة محدقاً بي و كأنك ترني لأول مرة، فقد تسللت لحياتي فجأة مثل عصفور جريح يتأهب ليطير لموطنه و لكنه لا يستطيع.
حين يهطل المطر أذكرك، فأعبر الدرب
وحدي لتبقى لي وحدي و لا تطير.

الغرفة

الغرفة

بدأت الرواية بحجرةٍ حقيرةٍ يتدلى من سقفها مصباحٌ يتأرجحُ مع الريحِ ، ومقاعدٍ خشبيةٍ ناخرةٍ ، و أخرى من قشٍ منهكةٍ لا تتحملُ دعابةَ جالسها , أركانها موحشةٍ لا يكادُ يبلغها ضوءُ القمرِ , و رفوفٍ عليها بعض الكتبِ القديمةِ.
وفي إحدى أركانها يجلسُ رجلٌ رمادي اللحيةِ , عريض ُ الوجهِ متأملاًً الرفوف ؛ يصرخ بأعلى صوتهِ ، أبي ...... أبي أأكون على غِراركَ ؟ أأمتلك القدرةَََََ على نهجِ نهجكَ وحيازة بعض أمجادكَ ؟ أنا الشاب الواهن ذو الأعصابِ المختلة ِ و التفكيرِ المضطرب .
وهأنذا أُعيد السنة الدراسية من جديدٍ, لن أنساك ...... مربوعُ القامةِ مستديرُ الوجهِ تتألفُ في عينيه نظراتٍ نفاذةٍ فقد كنت أخشاهُ , أخشى صوتَهُ الجهوري العريض, أخشى شهرتهُ العالمية كمؤلفٍ عظيم و لكني مازلت أذكرُ حنانه ُ و هو يمسحُ على رأسي و يقبلني ؛ فنحن فئة من الشباب الحائر , نحيا في عهد فسادٍ و انحلال وبين جنوبنا روح الثورة و لكننا نظل ُ في حيرتنا متخبطين في ظلام شديدٍ؟ فكلما فكرتُ فيما نحن فيه تتجمدُ الأفكارُ في رأسي ؛ أقفُ حائراً لا أعرف طريقِ فألجاءُ مسرعاً للبيت القديم ؛وأقفُ أتأمل رفوف الكتب لعلي أهرب بروحي من جسدِ لأني فاقد ٌ لحنان أبوي منذ زمنٍ بعيدٍ, و صلتي بأهلي متراخية ِ، فشببت حراً طليقاً لا أخضعُ لأمر أي ّ أحداً, أصبت بجروحٍ كادت تقضي على لطيشي ؛ انقطعت عن الدراسة فترةً طويلةً و بعدها حاولت الرجوع و لكنني فشلت .
فأصبحت أرددُ عبارة أبي المشهورةِ :
شاب الفؤاد قبل مشيب الرأس فياويلتي من حياةٍ بلا فؤاد.
َتَذكرُ هذه العبارةِ أيقظ بنفسي أملا ً جديداً, و سرت بروحي قشعريرةٍ شديدةٍ لم أدرك سببها الحقيقي ؛ لذلك سرت متوجهاً نحو الرفوف و مددت يدي و تناولت كتاباً كانت تعلوهُ غبرة كثيفة , نظفتها جيداً و أخذتُ أقلبُ صفحاتِ الكتابِ ، وبعدَ قراءةِ لمجموعةٍ من الصفحات ِ لفتَ إنتباهي صورةٌ لرجلٍ كان يَصنعُ من وجههِ النحيفِ مثلثاً رشيقاً صغيراً ؛ ولكل وجههٍ في الدنيا قصةٌ يحكيها أو معنى أو صيحةٍ يُطلقها ليعبر عن أعماقِ صاحبهِ , ذلك الوجه كان من الوجوه التي لا تتحدث عن نفسها .....
من الوجوه التي نحس بها دائماً مشغولة بحدثٍ خارج ٍ عنها أو بقضيةٍ و لحظة رؤيتي الثانيةِ له لم يكن وجهه يتحدث عن شيءٍ بالذات فقد كان صامتاً ... صمتاً لو صبرت عليه لاستحال إلى حزنٍ, حزناً لابد شفافاً كحزنِ الملائكةِ أو بئس الأطفال , هذا الحزن البادِ بوجههِ قادني لمعرفةِ من يكون صاحبُ الوجهِ فقراءةُ عنه وكانت دهشتي كبيرة عندما اكتشفت بأنه أشهرُ مصارع ٍ للثيران دفع حياتهُ ثمنَ هذا الحب وهذه أخرُ صورةٍ له قبلَ موتهِ بدقائقٍ . إذن كان يعرفُ بأنه ميت لا محال واستمر بعملهِ الذي يحبهُ ما أغرب هذا الإنسان الذي يحب و يضحي من أجل ما يحب هناك فرقٌ كبيرٌ بيني و بينهُ فأنا أحبُ الوطن و لكني جبانٌ لخطةَ شعورِ باقتراب ِ الموتِ أنسحب هارباً لهذه الغرفةِ المعتمةِ , لا أعرفُ ما أريدُ يا أبي , أحتقرُ نفسي كلما وقع نظرِ على كتبكَ كنت في كل مرةٍ أحاولُ حرقها, تمزيقها, ولكنني لا لا أستطيع ذلك .
فينتابني شعورٌ آخرٌ غريبٌ شعورٍ الخوفِ القلقِ و الحزنِ معاً لذلك قررتُ العودةَ لركن ِ الغرفةِ لأتأملَ نفسي لعلي أدركُ ما أريد , و مرّ الوقت ببطءٍ شديدٍ و لشدةِ الظلمة أخذَ النومُ مني نصيباً و إذا بأبي يَشُدُن ِ من يدي لمكان ٍٍ لم أشاهدهُ من قبل , مكان ٍ مضيءٍ فيه أناسٌ كثيرون يتحدثون بلغاتٍ متعددةٍ كنت مستغرباً لفهمي ما يقولون , ولكن أبي طمئنني بقوله :
هذه أفكارِ يا ولدي لا تخف فقد انتشرت في كل مكان ٍ و ترجمت لأكثر من لغةٍ لذلك تفهمها لنقشها بعقلكَ جلست معهم بضعَ ساعاتٍ و إذا بي أتحدثُ مثلهم و أكون لي أفكاراً جديدةً و أحدثهم بها , فتفاجئةُ لعدم فهمهم و كأنهم لم يسمعوني فشعرت بخيبةِ أملٍ جديدةٍ فنظرَ أبي لي و قال :
لا تقلق هذه أفكاركَ يا بني لا يعرفونها فهي وليدةُ اللحظة , أما أفكاري فقد مرّ عليها عصورٌ كثيرة , لذلك لا تخف طوّر أفكاركَ وأكتب و ستجدها أن شاء الله منتشرة ٌفي كل مكان ٍ , لذلك أكتب و لا تخف اكتب فاستيقظتُ و أنا أردد عبارة أكتب لا تخف ؛ فحملتُ القلم و كنت منذ زمن ٍ لم احمله و بدأت بالكتابة فأصابتني الدهشة عندما شعرت بالراحة التي بحثت عنها , أصبحت أكتب وأكتب لأتعرف على نفسي من جديد , فانتشرت أفكاري في العلم و برغم شهرتي حافظت على الغرفة القديمة كما هي .







تحدث ياقلمي

تحدث يا قلمي

في الكتابة لذة، وفي القراءة متعة ، والكتابة الحقة تجمع بين الفائدة والمتعة، وإن روعة الكتابة تكمن بتكليم الناس أينما كانوا ، وفي أي زمن أرادوا دون قيود أو حدود.
وأنا اتمتع بنشوة السعادة والسرور حين أجالس الورقة لأطرح أفكاري عليها، وأنثر همومي وأحزاني وأفراحي على صدرها فإذا بالقلب والفكر يجد صباحه في قطرات من الندى تحمل الأمنيات لمستقبل أيام أفضل في مقال أو قصة أو قصيدة فيستيقظ الذهن ويستعيد ذاكرته وقوته .
والكاتب حين يمسك قلمه بيمينه يكون هدفه أن يجلو لنا الحقيقة ويأخذها بأيدينا في دروب إبداعه ، ليضعنا أما التجربة الإنسانية في أُطرها العامة ونحن نسير معه في طريق غير مطروقة يحمل في جعبته فكراً يريد أن يوصله إلينا ولديه إيمان برسالة تمتد جسورا بين الكلمة والإنسان والحياة .
الكتابة تحتاج مع الموهبة إلى جهد وعلاقة جدلية مع النفس والحياة والناس والتاريخ والزمان كما تحتاج إلى فكر يقظ قادر على متابعة الحدث والحديث وتفهمه وتقييمه وتقديمه بشكل دقيق وجيد . ولكي تبدع تحتاج إلى حرية ممتدة تستطيع من خلالها أجوائها أن تعبر عما يجيش في صدره بعيداً عن القمع وفي فسحة من الديمقراطية .
إذن الكتابة أولاً وأخيراً هي إبداع والإبداع في الكتابة هو إثراء وإغناء وخصوبة وإمتاع في عالم الكلمة والفكر ؛و المبدع هو القادر على تذليل الفكرة وإيصال رسالته إلى القارئ تحركه معاناة ينطلق منها في عمله الأدبي أو الفكري وقد تكون المعاناة من مشكلات فردية شخصية أو إنسانية أو عامة وطنية وقومية تبث الروح المؤثرة في القارئ وتجعله مقتنعاً إن توفرت له عناصر الحجة والإقناع والمنطق فيطرحها بسهولة ويسر وسلاسة لتجد الكتابة طريقها إلى ذهن القارئ دون عسر أو إرهاق في حلّ لفائف الرموز و الفجاءات .
كما أن نجاح العملية الإبداعية يتوقف إلى حد كبير على استشفاف الكاتب ثقافة عصره وما يطرأ على بيئته من تغييرات يكون قادراً على صياغتها بأسلوب يعبر عن الحركة المستقبلية ، والفعل الإنتاجي النشط دون معوقات الحركة . ولابد للقدرة الإبداعية كي تزدهر وتنمو أن تحدث تغييراً إبداعياً على أن تتوفر لها أسباب وشروط كي تنسجم مع التطور الحضاري المتسارع .
فانتم أيها الشباب صناع المستقبل، فرسان التغيير، لماذا لا تتجهون للقراءة و الكتابة لتعبير عن أحاسيسكم ومشاكلكم، لترسموا المستقبل الذي تحلمون به لتسعوا لتحقيقه ، ولإفراغ ما لديكم من طاقات كأمنه ليظهر الوجه المشرق لفرساننا فرسان أبي الحسين فرسان الأردن لنباهي بكم العالم فأتنم أيها الشباب مسؤولون عن دوركم كقوة مجتمعية حاضرة وفاعلة ،تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته فلا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي لا سمح الله أو عديم الاكتراث بالتطورات المختلفة من حوله، أو عديم الوعي بخطورة التحديات الإقليمية التي تحيط بنا ، كما لا نريد للشباب أن يكون محصور الأفق أو متمنعاً عن المبادرة و البذل والعطاء والعمل . لذلك من خلال القراءة و الكتابة سنطلع على التطورات فنحن تعيش في قرية صغيرة في عصر الانفتاح و العولمة لذلك شبابنا يجب أن يدركوا هذه الحقيقة ليتعاملوا معها بحذر.