الأحد، 11 مايو 2008

تحدث ياقلمي

تحدث يا قلمي

في الكتابة لذة، وفي القراءة متعة ، والكتابة الحقة تجمع بين الفائدة والمتعة، وإن روعة الكتابة تكمن بتكليم الناس أينما كانوا ، وفي أي زمن أرادوا دون قيود أو حدود.
وأنا اتمتع بنشوة السعادة والسرور حين أجالس الورقة لأطرح أفكاري عليها، وأنثر همومي وأحزاني وأفراحي على صدرها فإذا بالقلب والفكر يجد صباحه في قطرات من الندى تحمل الأمنيات لمستقبل أيام أفضل في مقال أو قصة أو قصيدة فيستيقظ الذهن ويستعيد ذاكرته وقوته .
والكاتب حين يمسك قلمه بيمينه يكون هدفه أن يجلو لنا الحقيقة ويأخذها بأيدينا في دروب إبداعه ، ليضعنا أما التجربة الإنسانية في أُطرها العامة ونحن نسير معه في طريق غير مطروقة يحمل في جعبته فكراً يريد أن يوصله إلينا ولديه إيمان برسالة تمتد جسورا بين الكلمة والإنسان والحياة .
الكتابة تحتاج مع الموهبة إلى جهد وعلاقة جدلية مع النفس والحياة والناس والتاريخ والزمان كما تحتاج إلى فكر يقظ قادر على متابعة الحدث والحديث وتفهمه وتقييمه وتقديمه بشكل دقيق وجيد . ولكي تبدع تحتاج إلى حرية ممتدة تستطيع من خلالها أجوائها أن تعبر عما يجيش في صدره بعيداً عن القمع وفي فسحة من الديمقراطية .
إذن الكتابة أولاً وأخيراً هي إبداع والإبداع في الكتابة هو إثراء وإغناء وخصوبة وإمتاع في عالم الكلمة والفكر ؛و المبدع هو القادر على تذليل الفكرة وإيصال رسالته إلى القارئ تحركه معاناة ينطلق منها في عمله الأدبي أو الفكري وقد تكون المعاناة من مشكلات فردية شخصية أو إنسانية أو عامة وطنية وقومية تبث الروح المؤثرة في القارئ وتجعله مقتنعاً إن توفرت له عناصر الحجة والإقناع والمنطق فيطرحها بسهولة ويسر وسلاسة لتجد الكتابة طريقها إلى ذهن القارئ دون عسر أو إرهاق في حلّ لفائف الرموز و الفجاءات .
كما أن نجاح العملية الإبداعية يتوقف إلى حد كبير على استشفاف الكاتب ثقافة عصره وما يطرأ على بيئته من تغييرات يكون قادراً على صياغتها بأسلوب يعبر عن الحركة المستقبلية ، والفعل الإنتاجي النشط دون معوقات الحركة . ولابد للقدرة الإبداعية كي تزدهر وتنمو أن تحدث تغييراً إبداعياً على أن تتوفر لها أسباب وشروط كي تنسجم مع التطور الحضاري المتسارع .
فانتم أيها الشباب صناع المستقبل، فرسان التغيير، لماذا لا تتجهون للقراءة و الكتابة لتعبير عن أحاسيسكم ومشاكلكم، لترسموا المستقبل الذي تحلمون به لتسعوا لتحقيقه ، ولإفراغ ما لديكم من طاقات كأمنه ليظهر الوجه المشرق لفرساننا فرسان أبي الحسين فرسان الأردن لنباهي بكم العالم فأتنم أيها الشباب مسؤولون عن دوركم كقوة مجتمعية حاضرة وفاعلة ،تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته فلا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي لا سمح الله أو عديم الاكتراث بالتطورات المختلفة من حوله، أو عديم الوعي بخطورة التحديات الإقليمية التي تحيط بنا ، كما لا نريد للشباب أن يكون محصور الأفق أو متمنعاً عن المبادرة و البذل والعطاء والعمل . لذلك من خلال القراءة و الكتابة سنطلع على التطورات فنحن تعيش في قرية صغيرة في عصر الانفتاح و العولمة لذلك شبابنا يجب أن يدركوا هذه الحقيقة ليتعاملوا معها بحذر.

ليست هناك تعليقات: