الاثنين، 18 أغسطس 2008

اللغة العربية

وردت آراء كثيرة لعلماء عرب وغربيين في تفسير أصل اللغات واختلفوا في ذلك، أما العلماء الغربيون فقالوا: إنها هبة الله إلى أهل الأرض ميّز بها الإنسان من سائر المخلوقات، أي إنّها من أصل إلهي، ومن قائل: إنها من صنع الإنسان واختراعاته، وقد أخذ بالرأي الأول الفيلسوف الفرنسي روسو، حين اعترف في رسالته التي ظهرت سنة (1750م ـ 1164هـ) لقد تكلّم آدم وتكلّم جيداً، والذي علّمه الكلام هو الله نفسه، أما الفريق الثاني فقد تبناه العالم هيدر، الذي استدلّ على بطلان نظرية الأصل الإلهي، بما يوجد في اللغة الإنسانية من عيوب اللغة وبين مصدرها الإلهي، ثم جاء علماء فقه اللغة المحدثون فقالوا: إن الإنسان لا يفكّر حتى فيما بينه وبين نفسه، إلا في أثواب من اللغة (أبو شنب،2007).
وقال الأخطل:
إنَّ الكلام بين الفؤاد وإنّما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
ولعل الصواب يؤكد الصلة الحتمية بين الفكر واللغة ( معروف،1998) .
ويرى السيد (1988)أنّ مفهوم اللغة مفهوم شامل وواسع، لا يقتصر على اللغة المنطوقة، بل يشمل المكتوبة أيضاً، والإشارات، والإيماءات، والتعبيرات الوجهيه التي تصاحب عادة سلوك الكلام.
وهكذا اختلف العلماء الغربيون، والعرب القدامى، والمحدثين في تفسير أصل اللغات. وفي الحقيقة إنّ الله خلق الإنسان في أحسن تكوين وتقويم، وهو قادر على جعله يتكلم بأحسن لغة وأجودها.
أما نشأة اللغة العربية:
يرى العلماء أن اللغة تأخذ ثلاثة اتجاهات:
الأول: اللغة توفيقية من السماء بمعنى أن الله علّمها آدم فهي وحي من السماء.
الثاني: يتجه إلى أن اللغة مواضعه واصطلاح من صنع الإنسان.
الثالث: يوفّق بين الاتجاهين الأول والثاني.
وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها، إنّما هو من الأصوات المسموعة، كدوي الريح، وخرير الماء ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد ( ابن جني،1913) .
أما(ابن فارس، د.س) فيقول إن لغة العرب توقيف، ودليله على ذلك قول الله عز وجل "وعلّم آدم الأسماء كلها" (البقرة2/31)، فكان ابن عباس يقول: علّمه الأسماء كلها، وهي هذه الأسماء التي تعارفها الناس من دابة وأرض وجمل وأشباه ذلك من الأمم وغيرها.
فاللغة العربية مغرقة في القدم، فهي لغة مكتملة النمو، استطاعت أن تعبّر عن دقائق المشاعر الإنسانية، والصور، والأحاسيس. وهي التي حدّدت هوية العربي، وهي تنحو في ثنايا تكوينها وخصائصها الذاتية منحى إنسانياً، وعالمياً، يصل إلى آفاق العالمية والإنسانية، وقد تجسّد هذا المنحى عندما أصبحت لغة الوحي الإلهي، واختارها الله ـ سبحانه وتعالى ـ لغة التنزيل العزيز إذ يقول في محكم آياته: "عربي مبين" (الشعراء2/195)، وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً" (الشورى7).
وهكذا وجدت اللغة العربية مجالها الحيوي في عالمية الدعوة الإسلامية بوصفها لغة القرآن(خليفة، د.س).
وهي ليست أصواتاً، ورموزاً، ومواصفات، وتراكيب فقط، بل هي منطق، وأسلوب تفكير، ورؤية للحياة. وهي أداة أساسية للعلاقات الثقافية الخارجية، حيث تملك كل المقومات التي تؤهلها. فهي منهج ونظام للتفكير، والتعبير، والاتصال، إنها علاقة دالّة بين المعاني والألفاظ، بما يشكل نظاماً ونسقاً خاصاً، له قوانينه الداخلية الخاصة.
وهي سمة إنسانية لجنسنا البشري، فهي خاصة إنسانية، لاتعبّر فقط عن الأفكار بل تشكّلها. والتفكير ليس إلا لغة صامتة. واللغة تولّد الفكر.
وهي نظام دقيق، يتطلّب الكثير من المعارف، والمهارات، لأن عملية الاتصال بين المتكلم والمستمع، أو الكاتب والقارئ، تمرّ بعدة خطوات في غاية الدقة، وكل خطوة من خطوات عملية الاتصال هذه، تحتاج إلى تعليم، وتدريب، بطريقة مباشرة، وغير مباشرة، في الأسرة، ومن خلال المناهج المدرسية، والإعلام والفنون والآداب( القرعي،2006).
ومن هنا نستنتج بأن اللغة منهج ونظام للتفكير، والتعبير، والاتصال، وقد اهتم الفكر اللغوي الحديث، بالكشف عن ماهية البنية اللغوية العميقة، وتفسير عمل الآليات الدقيقة لمنظومة اللغة، تميّزت عندها اللغة العربية بأنها واحدة من اللغات الإنسانية المعاصرة، التي يتحدّث بها الملايين من العرب، والمسلمين، وهي إحدى لغات منظمة الأمم المتحدة (قمحاوي،2007).
وإنّ اللغة العربية هي العروة الوثقى، التي تجمع بين الشعوب العربية، والشعوب الإسلامية، التي شاركت في ازدهار الثقافة العربية الإسلامية. وبهذا المعنى فإن الوفاق العربي والتضامن الإسلامي، لا بد أن يقوما على هذا الأساس المتين؛ لغة القرآن الكريم، ولغة الثقافة العربية الإسلامية. ومن هنا تبدو الأهمية الكبرى لتدعيم مكانة اللغة العربية، والعمل على نشرها وتعليمها، حتى لغير الناطقين بها من الشعوب الإسلامية. لأنّ في ذلك حماية للأمن الثقافي الحضاري، للأمة العربية الإسلامية.
وهذا يؤكد لنا بأنّ اللغة العربية هي قضية وجود، وقاعدة كيان، ودعامة النظام العربي الإسلامي، الذي يستند إلى مرجعية العمل العربي الإسلامي المشترك، المتمثلة في جامعة الدول العربية، وفي منظمة المؤتمر الإسلامي. فهي وعاء الثقافة، والأداة المثلى لمعرفة مبادئ الدين الحنيف، وفهم أحكامه. وهي إلى ذلك لغة التراث العربي الإسلامي (الإيسيسكو، 2003 )على مدى أربعة عشر قرناً، ولغة التعليم والتعلّم في المدارس، على امتداد الوطن العربي، وفي الجامعات العربية. وهي لغة الكتب والمجلات، ونشرات الأخبار، والمؤتمرات، والمناظرات والخطابة، لذا فإن إتقانها استماعاً وتحدّثاً وقراءةً وكتابةً، ضروري من أجل التماسك الثقافي للأمة العربية، وللإبداع الفكري المتميّز.( الدنّان، 2006).
يقول (ابن خلدون،1978) في اللغة العربية : "وكانت الملكة الحاصلة للعرب من ذلك أحقّ الملكات، وأوضحها بياناً عن المقاصد".
وقد توافر للغة العربية عاملان، لم يتوافرا لغيرها من اللغات السامية؛ أولهما: أنها نشأت في أقدم موطن للساميين، وثانيهما: أنّ الموقع الجغرافي لهذا الموطن، قد ساعد على بقائها أطول فترة من الزمن، متمتعة باستقلالها وعزلتها، وكان من نتيجة هذين العاملين، أن تميّزت بخصائص كثيرة، تتّضح بجلاء في كل عنصر من عناصرها الثلاثة: الأصوات، والألفاظ، والأساليب على النحو الآتي:
أولاً ـ الأصوات: انفردت العربية بثبات أصولها، إذ لم يطرأ عليها أدنى تغيير في نطق حروفها، مثلما طرأ على سائر اللغات في العالم، ولعلّ ذلك راجع إلى سعة مدرج اللغة العربية الفصحى، إذ للأصوات العربية نحو خمسة عشر مخرجاً، تتوزّع بين الجوف والحلق واللسان والشفتين .
ثانياً ـ الألفاظ: فمن أهم ما تمتاز به، أنها أوسع أخواتها الساميات ثروة، في أصول الكلمات والمفردات، فضلاً على أنه قد يجمع فيها من المفردات في مختلف أنواع الكلمة ـ اسمها وفعلها وحرفها، ومن المترادفات في الأسماء، والأفعال، والصفات- ما لم يجتمع مثله، بل ما يندر وجود مثله في لغة من لغات العالم. ولا يقف الإعجاب من غزارة مادة اللغة العربية، ووفرة مفرداتها، وكثرة ألفاظها على علماء اللغة العرب وحدهم، بل تعدّاه إلى علماء اللغة الغربيين
وقد لاحظ علماء اللغة منذ القدم، أنّ من أبرز ميزات اللغة العربية مناسبة ألفاظها لمعانيها، فكل لفظ فيها، قد تمّ وضعه بإزاء المعنى المنوط بالدلالة عليه في دقة تامة، وعناية فائقة، فهذا (السيوطي،د.س) يقول:" وأما أهل اللغة العربية، فقد كادوا يطبّقون على ثبوت المناسبة بين الألفاظ ومعانيها .
ومما تمتاز به أيضاً مناسبة أبنيتها لمعانيها: فالأبنية والصيغ الصرفية فيها، تجيء دالة على المعنى المنوط بها، مفصحة عن الدلالة المقترنة بها، ممّا يغني القارئ عن اللجوء إلى المعاجم والمراجع اللغوية في فهم كل ما يقرأ أو يسمع. وممّا تفرّدت به الدوران المادة حول معنى واحد، أنّك تجد الأصل اللغوي للكلمة يدل على معنى بعينه، ثمّ تجد كل ما يشتق من هذا الأصل من صيغ، تدل على معان متقاربة ومتشابهة. تدور جميعها حول المعنى العام الذي يدلّ عليه الأصل. وقد عني بهذه الظاهرة، وكان له فضل السبق إلى ابتكارها العالم اللغوي، الخليل بن أحمد الفراهيدي، بتأليف معجم (العين)، الذي يقوم على نظام تقلّبات المادة اللغوية، إذ كان كلما تعرّض لإيضاح معنى لفظه ، يذكر معها تقلباتها.
ثالثاً- الأساليب: تميّزت من غيرها من اللغات، بقدرتها على التصرّف في الأساليب والعبارات، وعلى التنوّع في التراكيب، وذلك بحسب المقام، الذي يتطلّب نوعاً معيناً من الأساليب دون غيره، من تقديم وتأخير، وزيادة وحذف، وإيجاز وإطناب، وكان مرتكزها في هذه الميزة خصائص ثلاث توافرت لها، وتفرّدت بها دون غيرها من اللغات؛ علامات الإعراب، وإيجاز اللفظ مع الدلالة على المعنى، والاكتفاء الذاتي مع الدقة في التعبير.
وهكذا تميّزت اللغة العربية بخصائص أبرزها، من الناحية الصوتية، والمترادفات، والوضوح، وشدة الارتباط بين الصوت والمعنى في كلماتها، والاشتقاق، والإعراب، والتغير في الدلالات بتغيير بنية الكلمات (خاطر،1981).
وللغة العربية في التعليم أهمية كبيرة، فاختيار محتوى مناهجها في مراحل التعليم العام، وتوزيعه على الفروع في كل مرحلة، ووضع الأهداف والتوجيهات الخاصة به، لذلك كله دلالات متعددة: منها ما يتصل بالقيم والمثل التي تريد الدولة أن تنشئ أبناءها عليها، ومنها ما يتصل بفلسفة التربية فيها، لأنها إنّما تستمدها من هذه القيم والمثل، ثمّ ما يتصل بطبيعة المادة، وما يمكن أن تسهم به في بناء الحياة الفردية والاجتماعية بالدولة(خاطر،1981).
ومن أهم الاتجاهات الحديثة في تعلّم اللغة، التي بدأ التبشير بها منذ بداية القرن العشرين، تدريس اللغة على أنها وحدة متكاملة، فليس هناك قواعد وحدها، ولا أدب وحده، ولا قراءة منفصلة، بل تكتمل الفروع جميعها لتكّون اللغة، وتعلّمها كوحدة، حتى تتّضح وظائفها اتضاحاً كاملاً. وعلى هذا الأساس جاءت الاتجاهات الحديثة في تعليم اللغات القومية، لتركّز على التلقّي، والمشافهة، والتكامل، والوظيفة، وتعني الوظيفة أن للغة جانبين: جانباً يمثّل الإرسال يتكون الحديث والكتابة، وجانب استقبال يشمل الاستماع والقراءة. وتعليم اللغة على أساس هذين الجانبين، يجعلها تؤدي وظيفتها التي يفترض أن تؤديها، ألا وهي تسهيل عملية الاتصال: (التعليم الوظيفي للغة - طريقة الوحدة - الأسلوب التكاملي). (خاطر،1981).
لذلك أسفرت البحوث والدراسات عن تغيير التفكير في تعلّم اللغة، إذ عدّت لهذا التفكير فلسفة خاصة به تقوم على: أن اللغة أداة اتصال، بمعنى أن تعليم اللغة ينبغي أن يقوم على أساس وظيفتها في الحياة، وإذا علمنا أنّ للغة منطوقة، أو مكتوبة، وظيفة أساسية، هي تسهيل عملية الاتصال بين الجماعات الإنسانية، أدركنا أنّ مراعاة هذه الوظيفة في عملية تعليمها، هي السبيل القويمة التي لا مندوحة عن السير فيها. ولهذا الاتصال ناحيتان هما التعبير والاستقبال (النعيمي، 2004).
دور اللغة في عملية الاتصال: تعدّ اللغة القناة الرئيسة لعمليات الاتصال بين الأفراد، والجماعات، ولاشك أنها تتكوّن من عنصرين رئيسين هما:
الأول: عنصر الصوت، وهو مرتبط بالنطق والسماع، ويؤثّر على الأذن.
الثاني: عنصر المعنى، وهو مرتبط بإدراك المعاني، ويؤثّر على الفعل.
ومع أن الإنسان يستطيع قراءة الكتابة المتشابهة لكتابته، إلا أنه لا يستطيع إدراك مدلولاتها. فعند سماع أية لغة غير لغته، يسمع الأصوات لكنه لا يدرك معانيها. وعليه فمعرفة اللغة مرتبط بإدراك معانيها للإنسان العادي، وفك رموز كتابتها عند القارئ.
فاللغة المسموعة أو المكتوبة هي المصدر الأساس لجميع عمليات الاتصال، في حياة الأفراد، والجماعات. وإن قدرة الإنسان على استخدامها بيسر وسهولة ومهارة يعطيه الكفاءة، في إجراء دور المرسل الجيد في عمليات الاتصال مهما اختلفت أهدافها وأغراضها ( الكلوب،1993) .
هناك محاولة لرسم إطار جديد لمنظومة تعلّم اللغة العربية، ويقتضي هذا الإطار الجديد ضرورة إعادة النظر في منظومة تعلّم اللغة. فإذا أردنا الحصول على المخرجات التعليمية المناسبة لغوياً، التي تتمثّل في خريجين قادرين على الاستماع مع الفهم، والتحدّث بطلاقة، والكتابة بصحة وسلامة وجمال، وقادرين على القراءة، والفهم، والتحليل، والتفسير، والنقد، والتقويم، والتذوق، وقادرين على التفكير السليم، وإعادة صياغة الفكر، وتوليد المعاني والإبداع. إذا أردنا تحقيق ذلك علينا إعادة تنظيم المدخلات التعليمية في منظومة اللغة، التي تقتضي وجود معلم للّغة العربيّة على درجة عالية من الكفاءة(مدكور،2003).
كما ينبغي أن تعلّم اللغة بطريقة متكاملة، من خلال النصوص العربية الجميلة: قرآناً، وحديثاً، وشعراً، ونثراً. كما يقتضي اصطناع الجو المدرسي اللغوي الصحي، الذي يحتضن اللغة العربية، ويجعلها في صميم الفؤاد.
كما يرى أن النصوص المختارة للدراسة والحفظ يجب أن تبثّ في ثناياها مسائل اللغة والنحو، بحيث يتعرّف الدارس من خلالها إلى أهم قوانين العربية، ويؤكد أن الملكة لا تربى من خلال نصوص تحفظ من دون فهم؛ فالملكة لا تحصل من الحفظ من دون الفهم (مدكور،2003).

فإتباع الأساليب الجافة في تعليم اللغة يؤدي إلى نفور الناشئة وعدم تحقيق الأهداف من تعلم اللغة العربية ( السيد،1988) وفي عصرنا، عصر العلم، والتقنيات أضحت اللغة هي الوجود ذاته. وقد أصبح هذا الوجود مرتبطاً بنقل الوجود اللغوي على (الانترنيت). وقديماً قال سقراط لجليسه: (تكلّم حتى أراك) أما اليوم فالشعار هو: تحاور عن بعد حتى يراك الآخرون، وتراهم، ومن ثمًّ ترى ذاتك أنت وهي بعيدة عنك، أو لصيقة القرب منك، في عصر بات فيه سؤال الهوية : من أنا؟ ومن نحن؟ مطروحاً بشدة وعلى أوسع نطاق (السيد،2006 ).
لذلك لابد من الاعتراف بحاجتنا الماسّة والملحّة لنهضة لغوية شاملة، قادرة على تلبية مطالب، ومقتضيات العصر، شريطة أن لا يلقى ذلك على عاتق اللغويين فقط، بل لابد من وجود التقنيين، والفنيين، في مجال الحواسيب، والعلماء بشتى التخصّصات، والاقتصاديين، والسياسيين الأكاديميين، والمشتغلين في مجالات الكتابة الإبداعية إلى جانبهم، للوصول إلى صيغ، ومصطلحات، ومفردات عربيّة، سليمة، دقيقة، علمية وعملية أيضاً، والعمل على تقريب الحاسب، وليس الترجمة العربية فقط، ورعاية عباقرتنا الشباب، الذين لديهم إمكانات مذهلة في فهم التقنية، التي بين أيدينا، ولهم تجاربهم الهامة في عوالمها باستخدام التقنيات في مخابر، وأدوات، وتجهيزات، وحواسيب تستثير الدافعية لدى التلاميذ، فيقبلون على المادة بكل نفس راضية، ويجدون متعة في تعلّم اللغة (قمق، 2006
).
فالتلميذ المتمكن من لغته العربية ويجيد إتقانها كتابة وشفاها باللغة الفصيحة لا يجد صعوبة في دراسة وفهم المواد والنصوص الجغرافية والتاريخية والعلمية والاجتماعية وغير ذلك، فالتقدم في لغة الأم يساعد من غير شك على التقدم في غيرها من المواد التعليمية في الموضوعات الأخرى، فهي اللغة التي نعبر بها عن آرائنا وأفكارنا وهي الوسيلة التي نشرح بها كل علم من العلوم أو فن من الفنون، وبها يتم التفكير والفهم، وبها يتم محاولة تفهيم غيرنا(البابلي،2005).
فاللغة تشتمل معظم وسائل الاتصال التي يعبر بها الإنسان لنقل المعنى إلى الآخرين، بل تعد من أهم وسائل التعبير والتفاهم الإنساني، وقد احتلت المكان الأول في العلاقات الإنسانية؛ فهي تؤثر في شخصية الفرد؛ حيث تتشكل خبرته الشخصية بفعل اللغة التي يتحدث بها ، وهي تحدد الكيفية التي يدرك بها العالم(هرمزوابراهيم،1988).