الثلاثاء، 6 مايو 2008

الوجنات
عاصفة، مطر ، ظلمة ، تحيط المدينة كسوار ٍ بمعصم امرأة ٍ ، صوت الريح يملأ الدنيا ، وأنا بغرفةِ وحيدة متأملة حبيبات المطر من خلف النافذة ، أتساءل بقرارةِ نفسي من الذي يبكي على الآخر،السماء تبكي علي أما أنا التي أبكيها، فحينما يصير الليل جبلاً من الصخر فوق صدري، و تصبحُ السماء كنيران ملتهبة تمزق أحشائي ، وصوت الريح كزعيقِ بنادقٍ حادةٍ ، ويصير القلب تائهاُ كفأرٍ بمصيدةِ القدر، أتمنى الهروب بعيداً إلى مكانٍ لا أعرف أحداً به؛ لكي التفت نحو بيتي و أودع استكانتهُ و تواضعهُ الصامت بين بقية البيوت، إنني انفجرُ، أتمزق شوقاً للرحيل؛ عشرون عاماً و أنا أبحث عبثاً، أبحث و أنا أظن أحياناً أنني وجدت شيئاً أودعه لأعيش بشرنقتي؛ لأكون عالماً خالياً من الفساد و العبث، فالكون ملئ ٌبأشياء سحرية و معارف مجهولة تنتظرُ بشوقٍ لنكتشفها ، وفجأة أيقظتني صوت حبيبات المطر فوجدت واقعنا بعيداً عن كل الأحلام فهوت كل منارةٍ بنيناها فمات مستقبلًٌ عشنا له و تسربلت الدموع متساقطة تلذع بحرها الوجنات .

أشجان حامد الشديفات