السبت، 3 يناير 2009

دور المعلم في تعزيز اللغة العربية

أقام المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين ندوة تربوية بعنوان :نحو تربية أفضل وقد تضمنت عدة محاور منها دورالمعلم في تعزيز اللغة العربية قدمته الأستاذة عفاف لطف الله موضحة في البداية أنه لا يمكن أن نتصور أننا نستطيع فهم العالم لولا وجود اللغة
فهي الوعاء الذي يحتوي الفكر ,وهي وسيلة التعبير عنه بل هي الفكر ذاته ,وهي أداة التواصل مع الآخرين,وفهمهم والتكيف معهم لأنها تحول فوضى الإحساسات إلى عالم الأشياء,ولمحسوميات فهي بذلك ذات مظهرين أحدهما عقلي والآخر اجتماعي.‏
كما بينت لطف الله أننا نشهد تردياً في الأداء اللغوي لمخرجات التربية أي للخريجين من مرحلة التعليم الأساسي أو الثانوي,وحتى الجامعي ويمتد ذلك إلى خريجي قسم اللغة العربية وتعتبر العامل الحاسم والأهم هو المعلم فهو المعني بالدرجة الأولى بالاطلاع في هذه المهمة وتقصيره فيها خطير جداً لأسباب متعددة منها ظهور نتائج التقصير واضحة جلية وصعوبة تصحيح الخطأ ,وصعوبة تدارك النقص في مراحل لاحقة وتبقى ملازمة له مدى الحياة.‏
كيف يكتسب الطفل مهارات اللغة?‏
تبين لطف الله أن نظريات التعلم تؤكد أهمية التقليد والمحاكاة في عملية اكتساب المهارات الفكرية أو العملية أو العادات المختلفة كما يؤدي عامل التأثر والتأثير دوره الكبير في عملية التعلم والتأثر والتأثير يتصلان بعامل الجذب والمحبة والاقتناع وبعبارة أبسط فإن المتعلم يقلد المعلم ويتأثر بالمعلم كما يؤثر المعلم بالمتعلم بنسب متفاوتة تتناسب طرداً مع المحبة التي يقدمها المعلم على المتعلم والمحبة التي يبادلها المتعلم للمعلم أي تتعلق بشخصية المعلم وقدراته وإخلاصه ومدى قدرته على العطاء.‏
وتضيف لطف الله أن نظريات التعلم تؤكد ضرورة ألا يتجزأ التعلم وضرورة ارتباط التعلم بالفضول وحب الاستطلاع والشعور بالنجاح ,وأن يكون التعلم للحاضر والمستقبل.‏
وبتطبيق ذلك على إكساب المتعلم مهارات اللغة العربية قراءة وكتابة وتعبيراً فإنه يقع على المعلم أعباء جسيمة كبيرة بأن يكون دوماً قدوة حسنة لطلابه بالمعرفة والإطلاع وبإتقان على مهارات اللغة كما يتوجب على المعلم أن يخلق جو المحبة والراحة والثقة وأن يعمل بإخلاص ,ويدرب طلبته على التعلم الذاتي واستمرارية التعلم والتحصيل لأن المهارات اللغوية لأي لغة لا تتم خلال فترة زمنية محددة بل تحتاج دوماً إلى المزيد من الاطلاع ومن الضروري أن يعمل المعلم على تبسيط المادة اللغوية ,وجعلها محببة إلى الطالب مرتبطة بحياته واهتماماته وأن ييسر تعليم اللغة ويجعله وظيفياً يخدم الحياة.‏
ما العلاقة بين اللغة العربية والمعلم?‏
توضح لطف الله أنه مهما تقدمت التقنيات التربوية ووسائل الاتصال يبقى المعلم موجهاً أساسياً للعملية التربوية فيعمل على توجيه الطلبة نحو الحصول على المعرفة كما يعمل على توجيه الأنشطة التربوية الصفية واللاصفية وهو المعني الأساسي بتنفيذ المناهج وإيصال المعلومات والمعارف واكساب المهارات والقيم والعواطف وهو الذي يتعامل مع الطلبة على نحو مباشر ,ويومي وبالتالي نؤكد هنا مسألة القدوة التربوية للمعلم أو مسألة المعلم القائد التربوي ومن هنا تنبع مسؤوليته في إكساب طلبته مهارات اللغة العربية الفصحى عنوان الانتماء والترابط والهوية العربية ويتجلى دوره في المجالات التالية:‏
المعلم والمناهج التربوية:‏
فالمعلم هو الطرف الحاسم بتنفيذ المناهج التربوية في سائر المواد الدرسية ,ولا شك أن هذه المناهج تنفذ باللغة العربية ولا ينحصر مفهوم المنهاج بما ورد بين دفتي الكتاب المدرسي إذ لا بد من التعمق والتوسع بهدف الاستيعاب والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم وهي مجالات الأهداف التربوية في المجال المعرفي يضاف إليها الأهداف الوجدانية أو القيمية والأهداف الحركية أو العملية.‏
كما أضافت لطف الله أنه يلاحظ أن الطرائق والوسائل المستخدمة في التدريس لا تزال تقليدية بعيدة عن الإثارة والتشويق لكن ما يلاحظ على أرض الواقع اقتصار المعلم على ما ورد بالكتاب المدرسي بحذافيره وعدم تكليف الطلبة بمهمات إضافية من جهة واستخدامه اللهجة العامية في الشرح بأغلب الأحيان حتى دروس اللغة العربية.‏
المعلم والأنشطة اللاصفية:‏
تعتبر الأنشطة اللاصفية رديفاً للأنشطة الصفية والمنهاج التربوي والمعلم هو الموجه والمخطط لهذه الأنشطة اللاصفية وهي تؤدي أدواراً مهمة في تعميق الفهم واكتساب المهارات العلمية والحركية والعادات, وتعزيز القيم والمواقف الإيجابية إضافة إلى إثراء لغة الطالب وتحسين مستواه اللغوي والمعرفي ,ومن أبرز هذه الأنشطة:‏
1-المكتبة المدرسية‏
2-المسابقات الثقافية:‏
3-حلقات البحث:‏
4-المسرح التربوي:‏
الرحلات المدرسية:‏
هي من أكثر الأنشطة جذباً للطلبة لما تؤديه من وظائف ترويحية ونفسية بالإضافة إلى التعرف إلى المناطق الأثرية والمعالم الحضارية والسياحية.‏
ما دور شخصية المعلم وقدراته الذاتية:‏
توضح لطف الله أنه لكل فرد شخصيته المتفردة عن الأخرى ,وليس ثمة شخصيتان متطابقتان تطابقاً تاماً فهناك عوامل متعددة تؤثر بهذا الاختلاف يمكن إجمالها بمجموعتين إحداهما الوراثة بما تحمله من مؤثرات بيولوجية ونفسية وعقلية واستعدادات .والمجموعة الثانية هي العوامل البيئية بما تضمه من مؤثرات أسرية واجتماعية وبيئية واقتصادية وثقافية إضافة إلى عوامل التعليم والتعلم والتأهيل.‏
مقترحات :‏
تبين لطف الله أخيراً أنه يجب اعتماد اختبار شفوي للطلبة المعلمين باللغة العربية لدى قبولهم في كليات المعلمين ,والعمل على تعميق إعداد المعلم وتمكينه من مهارات اللغة العربيةجيداً,وزيادة الدورات التدريبية للمعلمين لتطوير أدائهم باللغة العربية والتركيز على تحدث المعلمين والطلبة باللغة العربية الفصحى ,وإعطاء العامل البحثي بالمراجع والكتب أهمية بالمناهج التربوية وكذلك الأنشطة اللاصفية والعمل على تدقيق الكتب المدرسية وتنقيتها من الأغلاط اللغوية والنحوية .‏