السبت، 27 ديسمبر 2008

الحياة الزوجية

يعتبر البعض أن مشاكل بين الزوجين نوع من الفشل في الحياة الزوجية، وبما أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وتحتمل اختلاف الأمزجة بين الأزواج ما يتسبب في بعض الأحيان والمواقف بحال انفعالية، خصوصاً عند النقاش في بعض المواضيع المتعلقة بالشؤون العائلية والمعيشة، فهل حدوث تباين ما أو مشكلة بين الزوجين يعتبر فشلاً في حياتهما؟ وهل عدم التوافق في بعض الأمور يمهد للإنفصال؟الوضع الاقتصاديبعض الأزواج لا يهتمون إلا بإرضاء أنفسهم ورغباتهم الشخصية، وتطغي عليهم الأنانية ولا يفكرون في عائلاتهم ومستقبلها، أو حتى في إدخار مبلغ من المال، فيصرفون أموالهم بإسراف، وعندما تطلب الزوجة الأموال لشراء شيء مفيد للعائلة يتأفف الزوج على اعتبار أن الوضع الاقتصادي لا يسمح، وهنا تبدأ المشاكل.فالفقر وقلة الحيلة سبب مهم من أسباب فشل الحياة الزوجية، ولكن القناعة بما رزقنا الله ضرورية، لذلك يجب أن تفكرا في أن الإنسان لا يحصل على أكثر من رزقه، فتعاون المرأة والرجل على تنظيم المال وكيفية صرفه أو إدخار البعض منه، يعني الإدارة السليمة من أجل مستقبل أفضل.فالمتطلبات الحياتية في تزايد مستمر، لذا يجب التفكير في المستقبل والتنبه للمصروف والتفكير في احتياجات العائلة لتفادي أية مشاكل أو التخفيف من وطأتها أو حدتها.تقسيم الواجباتيمتنع الكثير من الأزواج عن القيام ببعض الأعمال المنزلية، ويعتقد البعض أن واجباتهم تقتصر على العمل خارج المنزل وتأمين المال أو الاحتياجات، على عكس المرأة التي لو كانت تعمل خارج المنزل فواجباتها المنزلية تنتظرها يومياً، وأحياناً عليها تلبية بعض الدعوات والذهاب لسداد فاتورة الكهرباء أو الهاتف أو أقساط المدارس للأولاد وغير ذلك من الأمور، فتعيش حال عدم التكافؤ مع زوجها.فماذا لو تعاون الزوجان على العمل وتقاسم الأعمال المنزلية، فلا مشكلة إذا ساعد الزوج زوجته، في تنظيف المنزل، أو في تغيير المصابيح، أو في ملء قارورة المياه، فمن الأفضل توزيع المهمات بحب ورغبة، والنظر إلى الموضوع بايجابية، لأن الحياة شراكة والشراكة تفرض التعاون في المجالات كافة.العائلة المثاليةمهما كبر الأولاد فإنهم يبقون في نظر أهلهم صغارا، فالوالدان لا يكفان عن توجيه النصائح لأولادهما، واحاطتهم بالرعاية والعطف والحنان، وأحياناً يتدخلان في مفردات حياتهم وعلاقاتهم بل ومعارضتهم في ما يفعلون فلا تنزعجا من نصائح الأهل لأن الأمر لا يقلل من احترامكما.تربية الأولادهناك نوع من الأزواج الذين يظهرون بأنهم الآباء المحبون الذين لا يقدرون على رفض طلب لأولادهم، ويرمون بالمسؤولية وأعباء التربية على الزوجة، فيهملون مسؤولياتهم كآباء وأزواج بحجة الاهتمام بالشؤون الخارجية، وأن ليس لديهم الوقت لذلك، فيغيب عنهم الكثير من الأمور، وينسون أن دور الأب مطلوب، وبأنه المسؤول الأول عن ضبط النظام.فالأولاد بحاجة للشعور بالسلطة، وأن هناك من يحد من تصرفاتهم، ويراقب أعمالهم بعيداً عن الاستبداد أو التسامح الزائد، لذا يجب أن تكون المؤسسة الزوجية قائمة على النظام والضوابط الإجتماعية والتربوية، وحتى الإقتصادية، وكيفية تعليم الأولاد أيضاً تحمل المسؤولية والإنضباط، والمفروض أن تكون قوانين الزوج والزوجة موحدة ومتطابقة، ولا يصدر كل منهما أحكاماً على هواه، والأفضل أن تتبعا النقاط التالية:* اتفقا على الأساسيات.* احترما بعضكما أمام الأولاد.* لا تتشاجرا أو ترفعا صوتيكمافي وجودهم، بل تناقشا بعيداً عنهم لتصلا إلى حل واحد أمامهم.* التربية السليمة تكون بالتعاون كأب وأم.تقسيم الوقتإن تقسيم الوقت من الركائز المهمة في الحياة الزوجية، فعيب أن يتجاهل أحد الشريكين الآخر، وينشغل بعمله أو أصدقائه أو تلبية دعوات العمل، بدون تذكر" الشريك/الشريكة" أو التفكير في مكالمته هاتفياً، فيبدأ القلق والتوتر، ليبدأ بالتالي نمو الخلل في العلاقة، فالتفاهم والإتفاق مهم للسعادة، والمشاركة في الأمور الصغيرة والكبيرة والصراحة المتناهية في ما بينكما تمنع من تدمير هذه العلاقة الزوجية.كما يجب تقسيم الوقت بين الزوج والزوجة، بحسب المستلزمات والواجبات، كأن يتشاركا في تلبية الدعوات معاً ولو كانت دعوات تختص بالعمل، فذلك سيوطد العلاقة ويزيد الثقة.الإضطرابات الجنسيةلتكن العلاقة الحميمية بعيدة عن الضغوطات، ومبنية على الرغبات والحب، موعداً للاستراحة من ضغط العمل أو المشاكل الحياتية.تناقشا في هذه المواضيع من دون خجل، "ما تحبانه وما لا تحبانه"، ومن الأفضل أن تكون فسحة للحب تجمعكما بعيداً واهتما بمظهريكما ولا تهملا احتياجاتكما، فإذا كانت عكس ما نورد فالأفضل زيارة الطبيب لحل المشكلة بدلاً من تفاقمه.


اعداد أشجان شديفات

إعداد الطفل للحياة المدرسية

لايدخل الطفل الى المدرسة وهو صفحة بيضاء كما يشيع القول,إذ ان عمره 5 أو 6 سنوات يضع أسس تكوين الشخصية, ويكون حافلاً بالتجارب والخبرات, في إيجابياتها وسلبياتها.يقوم التعليم النظامي على أساس معرفي ابتدأ منذ شهورالحياة الأولى,وامتد طوال سنوات ماقبل المدرسة,وهنا تبرز القضية: فإما ان يكون صلة واستمرار بين اهتمامات الطفل المعرفية (تبعاً لواقعه الاجتماعي) وإما أن يكون هناك انقطاع يولد الغربة والانفصام بين عالم الدراسة والعالم المعاش.إننا هنا بصدد مصير الرغبة المعرفية الأولية عند الطفل, فكل طفل مدفوع بدافع فطري أن يعرف : من هو وما هي أسرار العالم من حوله,من أين يأتي,ولماذا ظواهر الطبيعة هي ما هي عليه؟ ذلك أن المعرفة هي سيطرة,وهي بالتالي قوة ونماء.في أوساط الأسر الغنية ثقافياً,يتاح للطفل منذ البداية نظام نشط من التواصل والتفاعل الذي لاينمي اللغة فقد,بل هو ينمي القدرات المعرفية في الآن عينه.ولايقتصر الأمر على ذلك,بل إن الاهل ينطلقون في ورشة تدريب معرفي في المنزل موازية تماماً للروضة التي يذهب اليها في سن الثالثة.إنهم يمدونه بالألعاب التربوية ويقضون معه وقتاً طويلاً في اللعب المنمي لقدراته الحسية الإدراكية المعرفية, يوفرون له القصص والاقلام والتلوين, يقرأون له ويشاركونه في الرسم والتلوين.وكلها تملأ على الطفل حياته, ويجد من خلالها الكثير من الحلول للتحديات النفسية التي تصاحب النمو (من مثل الفطام وولادة أخ جديد ,والسفر والمرض..) من خلال الالعاب التربوية ,الافلام,الاغاني,وكتب القصص والموسوعات على اختلافها ,يتم توجيه الطفل الى السيطرة على عالمه من خلال القوة المعرفية التي توضع أسسها الأولى.إضافة الى الالعاب التربوية التي تضع أسس التفكير المنطقي الحسابي وعلاقات الأشياء,يتعلم الطفل ان يقرأ الصورة في كتب قصصه المحببة, ومن قراءة القصص ينتقل الى تعلم قراءة النص الذي يروي القصة القصيرة.ان الاسرة لم تعد الطفل للدراسة فقط,بل ان الدراسة ذاتها بانشطتها التربوية تصبح جزءاً موسعاً من عالمه الذي ألفه,ووجد صورة ذاته ومصدر قوته وسيطرته على واقعه من خلاله.تضاف نوعية اللغة الى ماسبق من آليات الإعداد للحياة المدرسة,فمن المعروف ان خصائص التفكير مشروطة بنوعية اللغة ودرجة إرتقائها.لغة الوسط الأسري الذي يتمتع بالمستوى الثقافي الجيد تتميز بالمرونة والتسلسل المنطقي والعلاقات السببية والتحليل,وتمايز درجات الفرق في ظاهرة ما,هذه اللغة هي التي توفر النمو المعرفي الذي تقيسه اختبارات الذكاء,وهي ذاتها التي تشكل أداة التعامل المعرفي وعملياته في المدرسة.وهكذا فالانتقال من عالم البيت الى عالم المدرسة ,يمر بشكل طبيعي ,كذلك فإن أسلوب ونوعية العمليات المعرفية تتصف بالاستمرارية.