الأربعاء، 7 مايو 2008

التحدي

التحدي

ليلة لا تنسى من ليالي الربيع ، فقد تأخر بنا الوقت في الجبل لأننا لعبنا وقت طويلاً و في النهاية تشاجرنا لذلك لم نلحظ الوقت فقد كانت ليلة قد استقرت في سمائها السحب الكثيفة فلا نجم يطل علينا لينيرَ طريقنا , و غرقنا في ظلمةٍ نقيةٍ سيطرة على الحواس و نفذت إلى أعماق الوعي و اختفى الوجود و تبعثرت أجسادنا فيها .
ــ فقال أحمد :
سرقنا الوقت .
أنا المسؤول.
ــ محمد:
أرى الظلمة لأول مرة لوحدي فلنذهب نحو المدينة قبل أن يدركنا الخوف بخيوله السريعة .
ــ ولكن أين الطريق ؟ لقد فقدنا الإحساس بالاتجاه .
ــ تلاشى المكان .
صمتو الثلاثة في حيرة و لكن الصوت كان أنُسهم الوحيد بوحشتهم هذه .
ــ فرجع منذر يقول :
المدينة على مسيرة نصف ساعة , بلا زيادة ٍ ولا نقصان.
ــ ولكن المدينة شديدة الخطورة , و الخطورة تكمن بالأرض الوعرةِ و انتشار المصائد لصيد الحيوانات المفترسةِ
فقال أحمد :
برغم القلق و الخوف و البرد أشعرُ بالجوع .
ــ وأكمل محمد :
و أنا عطشان , فقد تجمدت من البرد .
عسى أن تكشف لنا السماء عن نجم يطل علينا أو يمر إنسان ليهدينا إلى الطريق الصحيح.
أما الآن فلنتماسك مع بعضنا البعض حتى لا نضّيعَ بعضنا البعض بسبب الظلمة , هذه نتيجة
الشجار يا أصدقاء .
ــ الشجار كان نتيجة اللعب الرديء , و العقل الصغير ؛ و عدم احترام أراء الآخرين .
ـــ السؤال الأساسي , كيف نهتدي لطريقنا بمثل هذه الظروف الصعبة ِ , لم أتصور أبداً أن الظلام له هذه القسوة و الجبروت ؛ فكيف عاش أجدادنا الأولون قبل اكتشاف النار .
ــ يجب علينا أن نهتف بأعلى أصواتنا لعل أحداً من أهل النخوة يسمعنا .
ــ و إذا سمعنا ذئب ٌ؛ أو أيقظ صوتنا أحد الحيوانات الشرسةِ .
ــ قد سحبت الاقتراح , و الآن فلنفكر بطريقةٍ علميةٍ . لننقذ أنفسنا من الورطة ِ.
ــ بل هناك اقتراح أخر ؛ ليذهب كلٌ منا بناحيةٍ ومن يجد النجدة فعليهِ أن يرسل لنا بعثة للانقاذنا . ــ و إذا اخطئنا الطريق ضعنا فتفرقت قوتنا و النتيجة الموت الأكيد لنا جميعاً و انتصار الظلام علينا .
ــ إن الحل الأسلم , أن ننتظر حتى مطلع الفجر , عندها تنحسر السحب عن بزوغ النجوم أو القمر ؛ لذلك يجب أن ننتظر الفرج و نتحدى سواد الليل الذي اُضعف جبروته منذ اكتشاف النار ؛ الاتحاد قوة و الشجار يولد الضعف و التفكك كما حدث مع الثور الذي قال أكلت يوم أكل الثور الأبيض .



ليست هناك تعليقات: