الأربعاء، 7 مايو 2008

الرصيف

الرصيف

أخذت قناعةٌ تتأصلُ بداخلي لا مبرر لها بأن الرصيف الذي يمر بجانب ِ غرفتي مقهور و حزين ، على الرغم ِ من أنه رصيف عادي لا يمتاز عن غيره من الأرصفةِ؛ على العكس فهو يقع في حي ممتاز، ليس محروم من أبسطِ الصفاتِ التي منحاها اللهُ لغيره ِ من الأرصفةِ .
ولكن وجههُ ظل يزدادُ تجهما مع كل صباح ٍعندما أنظرُ إليه من شرفة ِ بيتي و مع كل يومٍ كانت حالة ُ الرصيفِ تزداد سواء و حالته البدنيةِ تتدهور بسرعة غيرُ متوقعة ، و في أحدَ الأيام ِ بدأ الرصيفُ يزعجنا كلما حاولنا المرورُ به ، وذات يوم حاولَ إيقاعي و رمي عن الشارع ِعندما هممتُ بالسيرِعليه ، عندها حاولتُ معالجة الأمر بشيءٍ من الحكمةِ و لكن الحكمة لم تنفع فاستعملتُ العقلَ و فكرتُ في أسبابِ شعور الرصيف بالقهر الذي انتهى به إلى هذه الحالةِ العدوانيةِ ، لذلك جلستُ أتأملهُ و فاجئني عندما لم أجد لهُ اسم إذن هو بلا هويةٍ.
فقلت لنفسي ربما لهذا السبب كان عدواني فأطلقت ُ عليهِ اسماً و لكنهُ لم يتحسن ؛ حاولتُ استبدالَ المصابيحَ بمصابيح ٍجديدة ٍ ربما كان يشكو من العتمةِ والظلمة ِ ولكن ذلك لم يجد نفعاً ، نظفتة ُ ودهنته ُ، جميع المحاولاتِ بائت بالفشلِ الذريع ِ و ظلت حالتهُ تزدادُ سوءاً.
و في اليوم التالي وجدت ُورقة أمامَ بيتي لم أتبينَ مصدرها و لكن التوقيع كان باسم ِالرصيف الحزين كتب فيها كلاماَ كثيراً لم أفهم بعضه كَتَبَ عن الموازنةِ المائلةِ و الكيل بعدة مكاييل و كلام لم أفهم منه شيئاً ولكنني فهمتُ أن معاناتهِ ليست معانات شكلية تكمن في النظافةِ و المصابيح ووضع اسم ٍله ُبل المشكلة تكمن في داخلهِ ما يشعر به فهو يتأثر بالأناس ِ الذين يمرون عليه صباحا ً و مساءً
و لكنني لم أفهم أخر عبارة " كتبَ سوف أرحل عنكم ، ولكن جميع المناطق متشابهٍ ؛ ولكن سوف أرحل ، أين ، لا أعرف .

ليست هناك تعليقات: